ماء زمزم هو ماء مبارك ينبع من أطهر بقعة على وجه الأرض، وزمزم من الآيات المعجزة في بيت الله الحرام حيث فجر الله تعالى بئر زمزم قبل 5000 سنة كرامة لإسماعيل عليه السلام وأمه هاجر، فكان سبباً لعمران مكة المكرمة ووقود الحياة لها. فما قصة ظهور ماء زمزم وما هي عجائب هذا الماء؟
قصته
بعدما أمر الخليل إبراهيم عليه السلام بترك والده إسماعيل وزوجته هاجر والرحيل عنه ونفذ ذلك، لم يكن مع هاجر إلا بعض الماء الذي سرعان ما نفذ منها فبدأ الوضع يسوء شيئاً فشيئاً، حيث انقطع حليبها وجاء رضيعها وأجهش بالبكاء من شدة العطش والجوع فاعتقد بأنه سيموت فركض نحو جبل الصفا تبحث عن أحد ليغيثهما ولم تجد أحداً، فانطلقت إلى المروة ثم عادت إلى الصفا ومشت بينهما سبع مرات إلى أن رجعت إلى ابنها فسمعت صوتاً، فقالت “أسمع صوتك فأغثني إن كان عندك خير”، فكان هذا الصوت صادراً من جبريل عليه السلام، فضرب الأرض فتفجرت ماء زمزم تحت أقدام إسماعيل عليه السلام.
كيف تغير حال مكة بعد ظهوره
وقد كان ظهوره سبباً في عمران مكة بعدما مرت قبيلة من مكة وهم عائدون من بلاد الشام، فرأوا الطيور على الماء وتعجبوا لأنهم متعدون على جفاف ذلك الوادي، ولكن عندما ذهبوا لموقع الماء وجدوا أم إسماعيل عليه السلام فاستأذنوها بالنزول والإقامة عند الماء فأذنت لهم بذلك فكانت تلك بداية عمران مكة المكرمة وبناء بيت الله الحرام على يد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ثم تكاثر بعد ذلك العمران إلى أن جاءت قبيلة خزاعة من اليمن وتحاربت مع قبيلة جرهم التي سبقتها وطردت هذه الأخيرة من مكة. وفي القرن الخامس ميلادي تولى قصي بن كلاب أمر مكة وأنزل قريش فيها، وضمر بئر زمزم في زمنه.
حفر عين زمزم
بقيت عين زمزم بدون أثر إلى أن أعاد حفرها جد رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد المطلب، حيث رأى في منامه منادياً يقول له “احفر زمزم بين الفرث والدم، عند نقرة الغراب، في قرية النمل مستقبلة الأنصاب الحمر”، فلم يفهم عبد المطلب في البداية قصد المنادي إلى أن استيقظ وذهب للمسجد الحرام وجلس فيه، وإذا ببقرة تهرب من الجزار ولحق بها فذبحها في الحرم، وجاء غراب ووقع في فرثها واجتمع النمل حول ما تبقى، فقام عبد المطلب وحفر هناك رغم محاولات رجال قريش منعه، ولكنه أصر على ذلك. وكان يساعده في ذلك ابنه الحارث، فوجد سيوفاً ذهبية عند زمزم، فلما رأت قريش ذلك طلبوا منه أن يُزجهم منها فرفض وقال بأن هذه السيوف لبيت الله الحرام، فاستمر في الحفر إلى أن بدأ الماء يتدفق من باطن الأرض، وبنى حوضاً عليها وكان يسقي منه حجيج بيت الله الحرام.
الاعجاز العلمي لماء زمزم
بعد إجراء الدراسات والأبحاث العلمية حول ماء زمزم، اتضح بأن تركيبته الكيميائية وخصائص تختلف عن الماء العادي الصالح للشرب حيث إن درجة الحموضة في ماء زمزم 8 بينما 7.2 في الماء العادي. كما أن المعادن في ماء زمزم مثل الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم وغيرها أكثر بكثير من المياه العادية. ويتشابه ماء زمزم في تركيبته مع العسل حيث أنه لا يتعفن ولا توجد فيه الفطريات ولا البكتيريا بسبب احتوائه على مركبات كيميائية تقضي عليها.
ماء زمزم وصحة الجسم
كما أثبتت الأبحاث المتنوعة فوائدة عدة لماء زمزم على صحة الجسم، حيث تمده بالطاقة والحيوية والقوة خاصة الحجاج في موسم الحج، وتساعد على امتصاص العناصر الغذائية المفيدة بفعالية، وتساعد على الشفاء من بعض الأمراض كالقرحة القرمزية وأمراض الكلى والسكري وتسهل عملية الهضم. كما أن ماء زمزم مفيد لمن يعاني من الانتفاخ أو الإمساك أو حموضة المعدة، كما أنه يقوي المناعة ويؤخر ظهور علامات الشيخوخة.
للمزيد :
شارك هذا الموضوع:
- اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط لمشاركة الموضوع على Reddit (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للمشاركة على Pinterest (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على Skype (فتح في نافذة جديدة)
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.