مرج البحرين
الاعجاز العلمي في القران الكريم
القرآن الكريم مليء بأوجه الإعجاز العلمي، ومنها ما ذكره الله سبحان تعالى في سورة الرحمن: “مرج البحر يلتقيان، بينهما برزخ لا يبغيان، فبأي آلاء ربكما تكذبان”، حيث تبين هذه الآيات ظاهرة فيزيائية عجيبة وهي تكون حاجز أو فاصل بين المياه المالحة والمياه العذبة في نقاط الالتقاء، وهذا الحاجز يمنع حركة كل من المائيين نحو الآخر فلا يمتزجان على الرغم من أن مستوى الماء العذب أعلى من الماء المالح، بل يحافظ كل بحر على خصائصه ويكون مناسباً للكائنات الحية التي تعيش فيه.
قبل الخوض في تفاصيل الإعجاز العلمي لهذه الآيات، نذكر ما قاله أبو زهرة عنها: “هذه الآية من دلائل الإعجاز لأن محمدا صلى الله عليه وسلم لم ير البحار، فذكره سبحان وتعالى لخواصها في القرآن دليل على أنه ليس من عند محمد الذي لم يعرفها ولم يرها، ودليل على أن الكلام لله تعالى وحده لا شريك له”.
تعريف العلماء
يطلق العلماء أيضاً على البرزخ اسم “الجبهة” وذلك تشبيهاً للجبهة التي تفصل الجيشين. فقد أعلنت الدراسات العلمية التي خصصت لدراسة البحار والمحيطات عن اكتشاف هذه الحواجز المائية في عام 1942م، وبأن كل بحر يظل محافظاً على ملوحته وكثافته وحرارته وقابلية ذوبان الأكسجين في الماء، وبعد عشرين سنة من ذلك التاريخ، استطاع العلماء معرفة أهمية هذه الظاهرة التي هي تهذيب خصائص الكتل العابرة من بحر إلى بحر ومنع طغيان أحد البحرين على الآخر وبالتالي منع الاختلاط بين البحار.
التكنولوجيا والبرزخ
من خلال الأقمار الصناعية، استطاع الإنسان تصوير البرزخ من الأعلى، وتظهر من خلال تلك الصور فروقات في الألوان تعود لاختلاف درجة حرارة البحرين. كما أن التوصل لحقيقة وجود البرزخ والحواجز بين البحار تطلب من العلماء دراسات ميدانية لمدة قرابة 100 عام، حيث لم يكن الإنسان يجرؤ على خوض البحار والبحث فيها إلا في منتصف القرن الماضي، حيث قام الإنسان بإنشاء محطات خاصة في البحار والمحيطات واستطاع من خلالها القيام بالدراسات من أجل قياس الملوحة والكثافة، إلى أن اكتشف في نهاية المطاف بأن هناك حاجز أو برزخ يفصل البحار فيما بينها.
نتائج العلماء
مما توصل إليه العلماء حول عدم تداخل جزيئات الملح مع المياه العذبة هو البرزخ، وهو نفسه القانون الذي يمنع اختلاط جزيئات مادة ما مع وسط غير مناسب لها، بالإضافة لاختلاف تركيز المائيين الذي يتسبب في تكوينه. كما أن كلتا المنطقتين تحتفظان بكائناتها البحرية دون حدوث أي خلل، والمنطقة الوسطى التي تدعى بالماء الآسن أو الماء الكريم يهبط فيها تركيز الملح بشكل تدريجي وتحتوي على كائنات حية تختلف عن كلتا المنطقتين.
لغو محير
إن منطقة البرزخ في الحقيقة ما زالت منطقة مبهمة إلى يومنا هذا، ولا زالت تجرى حولها العديد من الأبحاث العلمية، فالعلماء يصفونها بكونها عبارة عن كيان أوسط يحفظ مستوى كثافة المياه ويحول دون اختلاطها على الرغم من ارتفاع إحداها عن الأخرى.
إن هذا العلم الذي نزل به القرآن الكريم بأدق التفاصيل وفي زمن يستحيل على البشر معرفتها دليل على أن مصدره إلهي.
عجائب مرج البحرين المذكور في القرآن
للمزيد :