إعصار النار
مقدمة
كلنا نعلم الضرر الجسيم التي يمكن أن تلحقه النيران بكل ما يقرُبُها من أشجار وبيوت وكائنات حية، فالنيران تلتهم الأخضر واليابس وتخلف بعد السيطرة عليها ركاماً ورماداً، والحرائق تنشب في مختلف بقاع العالم بسبب أخطاء الإنسان المتعمدة أو غير المقصودة، وقد يكون السبب في اشتعالها من الطبيعة نفسها. لكن ما يعد أمراً نادر الحدوث حقاً هو وجود إعصار من نار، فهذه الحقيقة العلمية لم يتوصل لها العلم الحديث إلا في عام 2003، بينما توصل لها القرآن الكريم وذكرها الله في الآية الكريمة “فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت” قبل آلاف السنوات. فأن يقوم القرآن الكريم بذكر أكثر أنواع الأعاصير ندرة ما هو إلا تأكيد على أن هذا القرآن لا يمكن أن يكون من تأليف بشر بل هو تنزيل من لدن من أحاط علمه بكل شيء سبحانه وتعالى.
معجزات القران الكريم
يذكر القرآن الكريم العديد من المعجزات التي تتجلى في ذكر مختلف الظواهر الطبيعية في الكون وذلك من أجل لفت أنظار البشر إلى ما فيها من أسرار الخلق ولعلها تقودهم إلى الإيمان بأن وراء خلقها خالق لا حدود لقدرته وعلمه. فإعصار النار على سبيل المثال يعد من أعجب الظواهر الطبيعية وأعقدها، ولم يتوصل العلم بعد لتفاصيل كثيرة حوله لكونه جديد الاكتشاف نسبياً، ولكن كل ما تم التوصل إليه هو أنه ينشأ بسبب ارتفاع درجة الحرارة في الهواء واقترانها بهبوب رياح شديدة السرعة مما يتسبب في حدوث دوامات هوائية شديدة الاضطراب تؤدي لسخونة الهواء بدرجة عالية ثم التسبب في اشتعاله وحدوث إعصار النار.
اعجاز القران
ولكن ما حدث بعد ذلك أثبت بالفعل دقة التعبير القرآن، حيث قال الله سبحانه وتعالى “إعصار فيه نار” وليس “إعصار من نار” أو “إعصار النار”، والسبب اكتشفته مجموعة علمية قبل فترة، حيث جلبت نتائج أكثر دقة تقول بأن الاسم العلمي لهذه الظاهرة هو “إعصار فيه نار” وليس “إعصار النار” على الرغم من أن الاسم الثاني أكثر شيوعاً. والسبب هو أنهم اكتشفوا بأن النار ليست جزء أصيب من الإعصار بل هي منفصلة عنه، فالإعصار يكون هوائياً والنيران ليست جزء منه، وهذا يثبت بأن القرآن الكريم كان شديد الدقة في وصف هذه الظاهرة.
ملاحظات العلماء
لقد لاحظ العلماء بأن “الإعصار فيه نار” هو أشد أنواع الأعاصير دمارا وإحراقاً للغابات وأسرعها وأعنفها، فالأعاصير العادية قد تحدث إتلاف وأضرار متفاوتة الحجم بينما هذا النوع من الإعصار يحرق الأخضر واليابس ولا يترك شيئاً يذكر.
اسباب كون النيران بقلب الاعصار
هناك سببان لتكون النيران بقلب الإعصار وهما كالتالي: السبب الأول كما ذكرنا في السابق، هو ارتفاع درجة الحرارة التي يشكل الأكسجين النسبة الأعلى فيها. والسبب الثاني هو تواجد النار بالفعل على سطح الأرض، وبعد هبوب الإعصار تدخل هذه النيران في نطاقه وترتفع نحو قمة الإعصار إلى أن تتحول الدوامة المخروطية بالكامل لإعصار ناري هائل الحجم.
لقد استطاع الإنسان على مر التاريخ رصد هذه الظاهرة وذكرها في الكتب لكن دون أي تفاصيل حولها، وقد ارتبط إعصار النار بالعديد من الأساطير والقصص الخرافية، ولكن لم تتم الدراسة العلمية لهذه الظاهرة إلا في عام 2003.
بشكل عام
يستطيع العلماء التنبؤ بالعديد من الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين وموجات التسونامي، ولكن إعصار النار عصي التنبؤ بسبب عدم تكريم الكثير من الدراسات العلمية حوله، وكذلك لأنه ليس ظاهرة طبيعية مستقلة بذاتها، بل يتولد نتيجة اتحاد العديد من العوامل؛ ولكن الأمر المفرح هنا هو أنه ظاهرة نادرة الحدوث.
للمزيد :