ظاهرة الاحتراق الذاتي هناك ظاهرة تسمى بالاحتراق البشري الذاتي التي حيرت العلماء ولم يستطيعوا التوصل لأي تفسير لها، تتحدى الواقع، وتحيط بها تفسيرات مخيفة لم يتم فك طلاسمها بعد بشكل كامل. حيث يحدث حريق تلقائي في جسد لشخصي دون أي سبب خارجي أو معروف، فقد يتسبب هذا الحريق في بعض الحروق البسيطة أو إحراق جسمه بالكامل وقد تصل درجة حرارة الاحتراق إلى 1500 درجة مئوية. لقد تم تسجيل العديد من حالات الاحتراق البشري الذاتي عبر التاريخ، واستطاع العلماء طرح العديد من الفرضيات حول الأسباب المحتملة له، نذكر منها ما يلي.
الاسباب المحتملة
- كثرة تناول الخمور والكحول التي لها قابلية كبيرة للاشتعال، فيصبح جسم الشخص محقوناً بتلك المواد، فحدوث أي شرارة سوف يشعل الجسم ويجعله يتفحم، ولكن تم نفي هذه النظرية عبر إجراء بعض التجارب على الحيوانات.
- نظرية أخرى ربطت بين الاحتراق البشري الذاتي وزيادة نسبة الدهون لدى الشخص، ولكن تم تأكيد عدم صحة هذه النظرية بسبب وقوع حالات احتراق لأشخاص نحيلين.
- بعض العلماء ربطوا بين ارتفاع نسبة الكهرباء الساكنة في الجسم الذي يتسبب في توليد طاقة داخلية بشكل مفرد بسبب خلل ما.
- تفسير آخر ربط بين وجود خلل في التفاعلات الكيميائية التي تسبب انفجاراً في الجهاز الهضمي والسبب هو تتبع الإنسان لنظام صحي سيء.
كل الفرضيات والنظريات التي عرضناها عليكم ليست مثبتة ولم يتم التأكد منها لحد الآن، وما يثير العجب هو أن الاحتراق الذاتي لا يرتبط بأي عامل خارجي أو مؤثر حراري خارجي، فهذا الاحتراق يبدأ من داخل جسم الإنسان وفي بعض الأحيان لا يُحرق سوى مناطق معينة من الجسم. ويمكن أن تصل درجة الحرارة أحياناً إلى 3000 درجة مئوية. فالأمر الذي يحير العلماء هو مصدر هذه النار الحارقة. يقول الروائي البريطاني والمخترع آرثر سي كلارك: “هناك لغز واحد أسأل عنه أكثر من أي شيء آخر وهو الاحتراق الذاتي الذي يبدو تحديا للواقع، وتفسيره غير منطقي ويترك شعوراً غير منطقي ومخيف”.
فيما يلي، إليكم بعض حالات الاحتراق الذاتي التي تم تسجيلها عبر التاريخ، فهي متنوعة منها ما أصاب أشخاصاً كانوا في فترة سكون، ومنهم من كانوا في حالة حركة ويؤدون أنشطتهم اليومية.
بعض الحالات
- من أقدم الحالات، فرنسي مدمن على الكحول رمى نفسه على الفراش وغط في النوم لكنه تفحم وتحول إلى رماد بعد مرور دقائق. وهناك علماء كانوا شهود على تفحم ساق امرأة بالكامل خلال ثواني.
- في عام 1938، تم توثيق احتراق فيليس نيوكوب أمام حشد من الناس بالكامل خلال دقائق معدودة ولم يستطع أي شخص إنقاذه.
- السيدة ماري كاربتنر احترقت واشتعلت بها النار أثناء قيامها بنزهة مع زوجها وأبنائها، ولم يستطيعوا إطفاء تلك النار حتى بواسطة مياه البحر.
- في عام 1951، عثر على ماري ريسير في شقتها وقد تحولت إلى كومة من الرماد عدى قدمها اليسرى وجمجمتها، وقد أصبحت تلك الحالة المرجع الأساسي لظاهرة الاحتراق الذاتي.
- غريس بيت البالغة من العمر 60 سنة والمدمنة على الكحول هي الأخرى وجدتها ابنتها ملقاة على الأرض وقد تحولت إلى رماد، ولكن العجيب أن ملابسها لم يكن عليها آثار أي نار أو لهب.
- في عام 1958، عثر على جسد آنا مارتين البالغ عمرها 68 سنة محترقاً ولم يبقى منه سوى حذائها وجزء من جذعها وحسب الطب الشرعي فإن درجة الحرارة تراوحت بين 1700 و2000 درجة مئوية.
- أما في عام 1966 فقد وجد رماد الدكتور إيرفينع بنتلي البالغ من العمر 92 ملقياً على أرض الحمام ومتفحماً بنسبة الثلثين بينما لم يتأثر دهان الحمام.
هناك عشرات الحالات الأخرى التي لم يتم ذكرها في هذا المقال، ولكن الأمر المشترك بين جميع هذه الحالات هو أنه لم يتم التوصل إلى أي تفسير منطقي وواقعي لها إلى حد الآن، فهذه الظاهرة ما زالت مثيرة للجدل حيث يميل معظم العلماء إلى إخفائهاً بسبب عدم قدرتهم على تحديد تفسير علمي دقيق لها.
ظاهرة الاحتراق الذاتي
للمزيد :