السلطان هيثم بن طارق آل سعيد ونحن نختم عزاؤنا اليوم في فقيدنا الغالي جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور آل سعيد رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته، لا شك أن الجميع تعرض لألم الحزن الشديد لأن الفقيد ليس شخصًا تقليديًا إنما كان هو الأب والأم والعم والخال والجد والمعلم والمربي والحامي والراعي والحارس والساهر والوطن .
من هو
السلطان هيثم بن طارق آل سعيد هو الأسرة بكاملها وعمان بكاملها، لذلك نحن فقدنا أسرتنا كاملة بفقدنا جلالة السلطان قابوس، ورغم الحزن الشديد والألم العظيم والخسارة الكبيرة بفقدانه إلا أننا يجب أن نكون في طليعة الشعب الذي يبايعون السلطان الجديد على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره كما أمرنا والدنا جلالة السلطان قابوس غفر الله له .
مايجب علينا
إشارته للأسرة المالكة هي إشارة لنا بشكل مباشر فنحن أولاده الذين تربينا في كنفه، لذلك من الأولى علينا السمع والطاعة لولي أمرنا الجديد مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان السيد هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – فهو خير خلف لخير سلف، ولم يكن لجلالة السلطان قابوس غفر الله له أن يشير بأن يتولى الحكم السيد هيثم بن طارق إلا عن دراية عميقة بشخصية السيد هيثم بن طارق، وكل سادة أسرة آل سعيد أهل حكمة وسلطنة وشرف وعفو وكرم، تجلى ذلك في إتفاقهم وعدم إختلافهم عندما أُسندت إليهم المهمة الجسيمة بإختيار السلطان الجديد، وحيث أنهم أهل واجب وذمة وأهل حكمة فلم يتنافسوا أو يتناحروا أو يتصارعوا أو يتحزبوا لتزكية شخص منهم على شخص آخر، إنما كانوا أهل حكمة وذمة وشهامة .
سادة أسرة آل سعيد
حيث عظموا السلطان قابوس في وفاته كما كانوا يعظموه في حياته، وأبَو إلا أن يفتحوا رسالة السلطان قابوس ويثبتوا من أشار عليهم به ليتولى الحكم، ولم يعترض منهم أحد، بل قالوا السمع والطاعة لما أشار به جلالة السلطان قابوس، وقالوا السمع والطاعة للسلطان الجديد .
الاسرة العريقة
السلطان هيثم بن طارق آل سعيد هذه الأسرة العريقة التي هي من أعرق وأقدم الأسر المالكة والحاكمة في العالم أبهرت الجميع بإلتفافها حول قائدها وتعظيمه في حياته وحتى بعد مماته وخوفها وحرصها على الوطن العزيز، فعندما يتجدد الولاء من أسرة آل سعيد للسلطان الجديد وينتقل الحكم بسلاسة وبدون تعقيد كي يحافظوا على سلامة وإستقرار دولتهم وسمعة أسرتهم وتخليد ذكرى السلطان الراحل وتعظيم شأنه حيًا وميتًا فليس لنا إلا أن نحمد الله على وجود هذه الأسرة الكريمة الحكيمة، وندعوا الله أن يؤيدهم وينصرهم، وأن يكونوا عونًا وسندًا لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد – حفظه الله ورعاه-.
ولا ننسى
فخرنا وإعتزازنا الكبير بمجلس الدفاع الموقر الذي أدار عملية إنتقال الحكم بكل إخلاص وأمانة وكفاءة، وكذلك الفخر الكبير والتقدير العظيم لمن رافقوا وصاحبوا وأخلصوا لجلالة السلطان قابوس وكانوا أسودًا مؤمتمنين على عمان وعلى جلالة السلطان قابوس وأوامره السامية حتى وهو في عز مرضه وفي ساعات إحتضاره:
معالي الفريق وزير المكتب السلطاني.
معالي المفتش العام للشرطة والجمارك.
معالي وزير ديوان البلاط السلطاني.
معالي الأمين العام لشؤون البلاط السلطاني.
معالي وزير الصحة.
الطبيب الخاص والفريق الطبي لجلالة السلطان قابوس.
الحارس الشخصي لجلالة السلطان قابوس.
المرافقين الخاصين لجلالة السلطان قابوس.
خاصة أبنائه الذين كانوا يخدمونه حتى توفاه الله.
سماحة المفتي العام للسلطنة.
اهل عمان ورسالة
وكل أهل عمان هم أبناءه وأحفاده، ولا نزايد على حب أحدٍ منهم، فالجميع مُحب لجلالة السلطان قابوس، وكذلك مُحب لأسرة آل سعيد الكريمة، وكذلك مُحب لجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد.
القوات المسلحة
ثم الشكر الأكبر والأجزل والأعظم لعين عمان الساهرة، قواتنا المسلحة الباسلة الأبية، التي أمَّنت الوطن العزيز لحظة وقوع الأمر العظيم والخطب الجسيم، وودعت قائدها الباني بكل حب وإجلال وتعظيم، فلم يتردد أي فرد من أفرادها بفداء الوطن والسلطان، عظماء أنتم يا أفراد القوات المسلحة من رجال ونساء، لبيتم نداء الواجب في الظرف الصعب وفجأة الخطب، ولم يتردد أي فرد منكم عندما ناداه الوطن والسلطان، فلكم تحية إجلال وتقدير من عمان ومن شعب عمان ومن المقيمين في عمان، ونسأل الله أن يحفظكم، وأن يحميكم يا درع الوطن ووقايته وصمام أمانه.
النهضة الثانية
على بركة الله بدأنا النهضة الثانية لعمان تحت قيادة سلطان حكيم وقائد عظيم، وسوف تكون عمان في القريب العاجل بإذن الله دولة نموذجية يتسارع فيها التطوير والإزدهار، فسلطاننا الجديد سوف يعمل بحزم وعزم وحكمة وإتزان ليرفع إسم عمان عاليًا ويعلوا من شأن شعبها الكريم ويحقق طموحاته، ودائمًا عمان بسلطانها وبشعبها الكريم الأبي الخلوق المضياف محط أنظار العالم.
المبايعة
سيدنا ومولانا وولي أمرنا من بعد الله، حضرة صاحب الجلالة السلطان السيد هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد – حفظكم الله – نبايعكم على السمع والطاعة في العسر واليسر، وفي المنشط والمكره، ونحن طوع أمرك ورهن إشارتك، ونسأل الله أن يعينك على حمل الأمانة العظيمة، وأن يديمك سدًا وسندًا وحاميًا لعمان ولشعب عمان، وأن ينفع بك البلاد والعباد، وأن يصرف عنك وعن الوطن الغالي وعن الشعب العظيم كل شر وكل سوء وكل مكروه، ونحن على العهد ما بقينا على قيد الحياة، والحمدلله كما يليق بكماله وعدله وجماله وإحسانه.
نسأل الله أن يلهمنا وإياكم الصبر والسلوان على فراق مولانا ووالدنا جلالة السلطان قابوس بن سعيد، وأن يعيننا على خدمة عماننا وسلطانها الجديدة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان السيد هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد – حفظه الله ورعاه -.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محبكم:
سالم بن عبدالله القطيبي.
الثلاثاء 14 يناير 2020.
18 جماد الأول 1441.
للمزيد :
شارك هذا الموضوع:
- اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط لمشاركة الموضوع على Reddit (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للمشاركة على Pinterest (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على Skype (فتح في نافذة جديدة)
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.