هل تعلم سبب شعورنا بالخوف في الظلام؟
الخوف في الظلام ما يميز الإنسان عن باقي الكائنات الحية هي المشاعر التي يعبر عنها بمختلف الطرق، فمن هذه المشاعر: السعادة، الغضب، الحزن، والخوف. وما يهمنا في هذا المقال هو شعور الخوف الذي يختلف من شخص لآخر، فلكل شخص منا مخاوفه الخاصة كالخوف من المرتفعات والخوف من الحشرات والخوف من الوحدة وهكذا. ربما يختلف الأمر عندما نصبح أشخاص ناضجين وبالغين، ولكننا على سبيل المثال دائماً ما نرى الأطفال يخشون الظلام ويخافون منه حيث دائماً ما يتم ربط الظلام بالأمور المخيفة كالغول والوحوش والكوابيس. الكثير ينتهي معه هذا الخوف بانتهاء مرحلة الطفولة ولكن البعض قد يستمر معه لما بعد البلوغ. فما هو رأي العلم في هؤلاء الأشخاص؟ وما هي الأسباب التي تؤدي للخوف من الظلام؟
لقد وجد استطلاع رأي أجري على 2000 شخص بأن 10% منهم يخافون الذهاب للحمام في الليل، و40% يخشون القيام بجولة حول المنزل في الظلام. وحسب العلم، فإن الأشخاص الذين يخافون من الظلام يعانون من حالة مرضية نفسية تسمى نيكتوفوبيا، ومعناها رهاب الظلام أو الخوف من الظلام. فما هي الأمور والعوامل التي تتسبب في ظهور هذه المخاوف لديهم؟
أحداث مؤلمة:
قد يمر الشخص خلال فترة الطفولة بموقف مخيف ومؤلم وأليم بالنسبة له وذلك خلال فترة الليل أو في الظلام، مثل أن يفاجئك كلب في الليل بالنباح والركض اتجاهك. هذا الأمر بلا شك سيخلق صدمة نفسية بداخلك وسوف تترسخ في مخك مما تجعلك تهاب وتخشى المشي في الظلام.
تعلم مخاوف الآخرين:
قد يكون السبب عائداً بكل بساطة إلى العلم. فخلال فترى طفولتك قد ترى أشخاصاً بالغين يخافون من الظلام فتتعلم ذلك منهم، وهو الأمر الذي يجعل هذا الخوف ينشأ معك منذ الصغر وحتى فترة ما بعد البلوغ.
عملية anchoring:
عملية بسيطة وهي أن الشخص تكون لديه مخاوف من شيء ما، لهذا يقوم المخ بربط هذا الخوف بأقرب مرتبط شائع بالخوف وهو الظلام.
اضطرابات النوم:
لقد توصل الباحثون إلى أن الخوف من الظلام يتسبب في حدوث مشاكل واضطرابات للشخص أثناء نومه في الليل.
تجدر الإشارة كذلك إلى دراسة تابعة لفريق علمي من مختبر النوم والاكتئاب في جامعة رييرسون استطاعت أن تتوصل إلى ملاحظة مهمة، وهي أن الأشخاص الذين ينامون بشكل طبيعي في الظلام تعودوا على الضوضاء ولا ينتبهون لأي أصوات صادرة خلال نومهم، بينما الأشخاص الذين يخافون من الظلام فإنهم ينتبهون ويستمعون لكل الأصوات التي تصدر خلال فترة نومهم مما يسبب لهم اضطرابات النوم.
إذا كنت تبحث عن علاج لمشكلة الخوف من الظلام، فالخبراء والباحثون يرون بأن أفضل طريقة هي مواجهة مصدر الخوف، وهذا يعني مواجهة الظلام والمكوث فيه والمشي فيه وتحديه إلى أن تستطيع كسر الحاجز النفسي الذي يوجد بينك وبينه.
الخوف في الظلام
للمزيد :