العلاج بالضحك هناك العديد من ردود الفعل الفسيولوجية التي تعبر عن مشاعرنا، فنحن نصرخ عندما نغضب، ونبكي عندما نحزن، ونضحك عندما نفرح ونسعد. فالضحك جزء من السلوك الإنساني وقد تناوله العديد من الفلاسفة والعلماء بحيث يرى فرويد بأنه وظيفة الضحك هي إطلاق الطاقة النفسية التي تتم تعبئتها بشكل خاطئ أو بتوقعات كاذبة، ويقول أرسطو بأن الضحك تمرين جسدي ثمين للصحة. وبالفعل، فقد ثبت بأن للضحك العديد من الفوائد على الجسم والصحة والنفسية تعادل بل قد تفوق تأثير الدواء والعقاقير. بل وصل الأمر إلى أنه تم اختراع علاج بواسطة الضحك، فما هي طرقه وما هي فوائده؟
في أوائل سبعينيات القرن الماضي جرت أول الدراسات حول تأثير الضحك على الدماغ من طرف باحثين في جامعة هارفارد، وقد تم التوصل حينها إلى أنه يعدل المزاج والنفسية وله العديد من الوظائف الصحية نذكر منها ما يلي:
حماية قلب الإنسان :
العلاج بالضحك عندما يضحك الإنسان فإن المخ يفرز هرمون الكورتيزول الذي يساهم في تدفق الدماء بشكل جيد وتحمل الألم، ويقوي العضلات والدماغ ويمنع تصلب الشرايين ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات والسكتات الدماغية.
تقوية جهاز المناعة :
يساعد الضحك في محاربة الأمراض عن طريق تحسين أداء الدورة الدموية والزيادة من نسبة الأكسجين في الدم والمساعدة على التئام الجروح بسرعة، والتخلص من المشاعر السلبية والتقليل من الشعور بالتوتر والقلق.
انخفاض معدل السكر في الدم :
العلاج بالضحك توصلت بعض الدراسات إلى أن مشاهدة العروض والأفلام الكوميدية يخفض مستوى السكر في الدم، فلو كنت تعاني من ارتفاع مستوى السكري في دمك فكل ما عليك فعله هو مشاهدة أمر ما يضحكك.
هناك فوائد أخرى للضحك توصلت لها مختلف الدراسات منها تعزيز الشعور بالاسترخاء والمساعدة على مقاومة الآلام، وتنشيط وظائف الدماغ، وتأخير ظهور التجاعيد وأعراض الشيخوخة في الوجه.
لقد استطاع الأطباء والمتخصصون في مجال الصحة العقلية والنفسية التوصل للضحك كعلاج لبعض الاضطرابات الجسدية والنفسية. فيما يلي نذكر لكم بعض الطرق لتطبيق أسلوب العلاج بالضحك:
العلاج عن طريق روح الدعابة :
حيث يعرض ويقدم الطبيب في هذه الحالة بعض المواد المرحة مثل المسرحيات المضحكة، أفلام وندوات فكاهية أو مسلسلات الكرتون، حيث تكون الجلسة فردية تجمع الطبيب بالمريض ويختار من خلالها الطبيب الطريقة المثلى لتقديم العلاج، وقد يتم تغييره مع مرور الوقت حسب تطور وتحسن حالة المريض.
العلاج عن طريق المهرج :
يجلب الطبيب مهرجاً من أجل القيام ببعض الحركات المضحكة، ولكن بالطبع هذا النوع من العلاج لا يشمل جميع الفئات بل يخص الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات النفسية والعقلية والإدراكية ويعانون من مرض التوحد، فهذا العلاج يساعدهم بالفعل على الشعور بالتحسن، ويقلل نسبة شعورهم بالخوف في المستشفيات، فهذا النمط من العلاج أثبت فاعليته ويساهم في المقابل في تقليل الاعتماد على المهدئات.
مثيرات الضحك :
هنا يقوم الطبيب بعرض جميع الأمور والأشياء التي من شأنها إضحاك المريض، مثل صور تذكارية، أحداث معينة، جلب أصدقاء أو ذكر مواقف حدثت للمريض في فترى من الفترات. هذا النمط من العلاج بالمثيرات يأتي كرد فعل لمراحل سابقة من أجل بداية تكوين العلاقات مع المحيطين بالمريض.
يوجا الضحك :
هي عبارة عن تمرين مكون من عدة مراحل، وتتراوح مدته بين نصف ساعة إلى 45 دقيقة، حيث تتضمن تمارين التنفس والإطالة في الضحك وقد لاقت انتشاراً واسعاً في المصحات النفسية في مختلف بقاع العالم.
الضحك مع التأمل :
هو الخطوة الأخيرة من رحلة العلاج بالضحك، حيث يقوم المريض بهذا التمرين مع نفسه بعد شفائه، حيث ينبغي على المريض خلال ربع ساعة أن يتأمل الضحك مع نفسه بشكل تلقائي عن طريقة تذكر مواقف أو أحداث مرحلة مرت على حياته، إلى أن يأتيه الضحك بشكل تلقائي.
للمزيد :