الدعاء هل تساءلت يوماً عن السبب الذي يمنع دعائك من الاستجابة مع أن الله سبحانه وتعالى تعهد باستجابة الدعاء؟ يقول سبحانه وتعالى مخاطباً نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يُرشدون” (البقرة، 186). ومعنى الآية أن الله يسمع دعائنا ويستجيب له، ولكن كيف نستجيب لله تعالى حتى يجيب دعائنا وهل هو بحاجة لهذه الاستجابة؟
الدعاء في القران الكريم :
في القرآن الكريم، نلاحظ بأن الله سبحانه وتعالى استجاب لجميع أدعية الأنبياء والصالحين ولم يخذلهم أبداً، فنوح دعا ربه أن ينجيه من ظلم قومه وأتت الاستجابة مباشرة بعد الدعاء، وسيدنا أيوب دعا ربه أن يشفيه من المرض الذي أنهكه فشفاه، ويونس دعا ربه وهو في بطن الحوت، فأتت الاستجابة من عند رب العالمين وأنقذته من هذا الموقف وهو في ظلمات متعددة، ظلام عمق البحر وظلام الليل وظلام بطن الحوت، أما سيدنا زكريا فاستجاب الله دعاءه بأن رزقه الله ابناً تقر به عينه على الرغم من أنه كان كبيراً السن هو وزوجته.
سر استجابة الدعاء للانبياء :
ما السر وراء هذه الاستجابة السريعة للأنبياء ونحن ندعو الله في كثير من الأمور فلا يستجاب لنا؟ الإجابة موجودة في سورة الأنبياء، حيث قال الله تعالى في الآية 90: “إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين”، فالسر في استجابة الدعاء تكمن في تحقيق 3 شروط وهي كالتالي:
المسارعة في الخيرات:
أول خطوة للدعاء المستجاب هي الإسراع لعمل الخير، فالأنبياء كانوا يقومون بفعل الخير دون انتظار أحد يدعوهم لذلك، بل كانوا يسارعون لذلك فهذه العبارة تدل على أنهم كانوا يسارعون لفعل أي عمل يرضي الله تعالى. ولكن أين نحن من هؤلاء؟ اطرح الأسئلة التالية على نفسك: كم مرة نبهت شخص ضال عن طريق الله ودعوته للصلاة وترك المنكرات؟ كم مرة ابتعدت فيها عن الملهيات وتركت الدنيا وتوجهت إلى كتاب الله وحاولت حفظه؟ كم مرة ذهبت بسرعة إلى شخص ما عرفت بأنه بحاجة إلى مساعدتك فساعدته بكل ما تستطيع؟ فإذا لم تقدم شيئاً إلى الله، فكيف تريد أن يقدم الله لك ما تريده؟
الدعاء بطمع وخوف:
قول الله تعالى “ويدعوننا رغباً ورهباً”، فالرغب هو الرغبة بما عند الله من نعيم والرهب هو الخوف من عذابه. إذاً ينبغي على دعائك أن يكون موجهاً برغبة وخوف شديدين. فمن أسرار استجابة الدعاء أن يكون قلبك متوجه إلى الله وراضٍ مهما كانت النتيجة وأن لا يكون متوجها نحو حاجتك التي تطلبها فقط.
كل الأنبياء عندما دعوا الله تعالى وطلبوا منه شيئاً تذكروا بأنه قادر على كل شيء ورحمته وسعت كل شيء، لكن هل تتذكر أنت حينما تدعو بأنه لا يوجد شيء يعجز الله عن استجابة دعائك؟ هل تتذكر الجنة والنار؟ أم أنك فقط تركز على الشيء الذي تريده؟ فجميع الأنبياء تذكروا عظمة الله وقدرته وتذكروا ذنوبهم وضعفهم أمام الله عندما توجهوا إليه بالدعاء.
الخشوع لله تعالى:
قوله تعالى “وكانوا لنا خاشعين”، وهذا سر من أسرار استجابة الدعاء، فكلما كنت ذليلا أمام الله وخاشعاً له أثناء الدعاء كلما كانت دعوتك مستجابة. والخشوع لا يقتصر على الدعاء فقط، بل حتى في الصلاة.
للمزيد :
شارك هذا الموضوع:
- اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط لمشاركة الموضوع على Reddit (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للمشاركة على Pinterest (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على Skype (فتح في نافذة جديدة)
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.