العلاج بالبكاء نحن نبكي فرحاً أو حزناً وذلك لنعبر عن مكنون مشاعرنا للآخرين. فالحزن هو وسيلة هامة نعبر من خلالها عن أحاسيسنا ومشاعرنا لكنه في نفس الوقت عملية بيولوجية فزيولوجية لها عدة مراحل وأهداف لا يستطيع الشخص التحكم بها حيث ينهدر ذلك السائل من الغدة الدمعية التي تختبئ وراء العظمة التي توجد تحت الحاجبين. لقد توصل العلم إلى أن البكاء مفيد للصحة ويخفف الشعور بالتوتر والقلق، وأن كبت الدموع ليس أمراً صحياً، بل يمكن اعتماد البكاء كوسيلة للعلاج.
دراسات :
هناك دراسة أجراها المركز الطبي St Paul-Ramsey في ولاية مينيسوتا توصلت إلى أن هناك عدة أنواع للدموع التي نذرفها: الدموع العاطفية، الدموع اللا إرادية ودموع المهيجات كالبصل. وقد استخلصت هذه الدراسة بأن الدموع العاطفية تحتوي على هرمون البرولاكتين بكميات كبيرة وعلى مادة الleucine enkephalin وadrenocorticotropic التي تعمل كلها على إزالة الوجع والقضاء عليه، حيث يتم إفرازها من طرف الجسم عند شعوره بالإجهاد وحاجته للراحة.
دموع اللاوعي :
العلاج بالبكاء كما أن دموع اللاوعي تلعب دورا هاماً في حماية العينين من الجزيئات الضارة وتنظيفها منها وترطيبها على الدوام، وتعمل على إفراز مادة كيميائية تعمل كمادة مضادة للبكتيريا والالتهابات، كما تنتقل هذه الدموع إلى الأنف لجعله رطباً وإزالة البكتيريا منها مما يشعر الشخص بالراحة وسهولة التنفس وانخفاض نبضات القلب بعد التوقف عن البكاء.
استطاع الباحث الياباني هيدفومي يوشيدا المقلب بمدرس الدموع أن يبتكر طريقة للعلاج عن طريق الدموع، حيث يمتلك محاضرات عديدة من أجل توعية الناس بأهمية البكاء وإذراف الدموع بسبب الفوائد المتعددة لها، كما أنه ينظم دورات تدريبية من أجل هذا الأمر. ينصح يوشيدا بمشاهدة الأفلام الحزينة والاستماع للموسيقى العاطفية وقراءة الروايات التراجيدية من أجل تحفيز نشاط العصب السمبتاوي الذي يهدئ العقل ويبطئ معدل نبضات القلب، ويؤكد على أن البكاء ولو مرة واحدة في الأسبوع سيجعلك تنعم بحياة خالية من التوتر والقلق.
فوائد البكاء
جدير بالذكر أيضاً بأن هيدفومي يوشيدا ليس أول شخص يكتشف فوائد البكاء، بل هناك دراسة تعود لعام 1981 توصلت إلى أن البكاء يحفز إفراز الإندروفين الذي يعزز مشاعر السعادة والراحة لدى الشخص. كما أن هناك دراسة أخرى أجريت على أكثر من 3000 شخص في عام 2008، توصلت إلى أن البكاء جعل هؤلاء الأشخاص يشعرون بتحسن كبير بعد مرورهم بمواقف عصيبة، الأمر الذي جعل المشرفين على هذه الدراسة يقترحون تحريض النفس على البكاء كشكل من أشكال العلاج النفسي.
بكاء النساء
وبحديثنا عن البكاء، لا يجب علينا إهمال مسألة بكاء النساء أكثر من الرجال. فهناك إحصائية تشير إلى أن المرأة تبكي ما بين 30 و64 مرة في السنة بينما الرجل لا يبكي إلا ما بين 6 إلى 17 مرة. والسبب في هذا هو أن احتياج المرأة للبكاء يختلف عن الرجل، وذلك بسبب نظام الهرمونات المختلف وطبيعتها البيولوجية المغايرة. فالمرأة غالباً ما تلجئ للبكاء عند أول مشكلة تواجهها أو عند تذكر أي ذكرى مؤلمة أو محزنة، بينما الرجل يفضل الصمت أو الغضب كرد فعل طبيعي للدفاع عن نفسيه من تلك المشاعر المؤلمة، دون نسيان تنشئة الذكر منذ الطفولة على عدم البكاء بسبب ربط المجتمع البكاء بضعف شخصية الرجل.
للمزيد :
شارك هذا الموضوع:
- اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط لمشاركة الموضوع على Reddit (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للمشاركة على Pinterest (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على Skype (فتح في نافذة جديدة)
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.