الصخور المتحركة : تخيل معي أنك وضعت صخرة ما وزنها 100 كيلوغرام في مكان يخلو من أي حياة بشرية أو حيوانية، وعدت بعد مدة ووجدت بأن هذه الصخرة قد تحركت من موضعها وتركت آثاراً خلفها امتدت لأكثر من 200 متراً؟ ماذا سيكون شعورك؟ قد يبدو لك الأمر غير منطقي وغير حقيقي، ولكن هذا ما أثار استغراب العلماء لمدة تجاوزت القرن، إلى أن تم حل لغز الصخور المتحركة أو المنزلقة قبل فترة. فالصخور المنزلقة هي ظاهرة جيولوجية تحدث في وادي الموت بولاية كاليفورنيا الأمريكية، حيث تتحرك هذه الصخور في تلك المنطقة مخلفة ورائها مسارات عميقة دون وجود أي أثر لأي بشر أو حيوان يدل على أنه تسبب في حركاتها، وقد خلفت هذه الصخور خطوط أفقية عميقة لمسافة تتجاوز ال260 متراً. فما كانت تفسيرات العلماء والباحثين قبل اكتشاف السر الحقيقي وراء هذه الظاهرة؟
حاول العلماء والباحثون خلال سنوات طويلة إيجاد تفسير مقنع لهذه الظاهرة، فلم يسبق لأحد أن شاهد بعينه المجردة الصخور وهي تتحرك ولا استطاع أحد تسجيل فيديو مصور لها، لهذا ظهرت العديد من التفسيرات منها أن الصخور تمتلك قوى سحرية، ومنها أن ميلان الأرض هو الذي يتسبب في تحركها، ومنها أيضاً أن كائنات غريبة أو قوى مغناطيسية تؤدي لتحرك الصخور بتلك الطريقة.
لكن بعيداً عن تلك التفسيرات المفترضة، هناك بعض التفسيرات التي لاقت قبولا واسعا عند فئة من الباحثين، حيث اقترحت بأن السبب هي الرياح القوية التي تدفع تلك الصخور عندما تكون الأرض مبتلة وطينية بشكل كبير، ولكن فئة أخرى من الباحثين عارضت هذه النظرية لأن الصخور ثقيلة جداً ولا يمكن للرياح أن تحركها، حيث تجدر الإشارة بأن هناك ص خور يصل وزنها ل320 كيلوغرام وتتحرك مخلفة مسارات مختلفة وعميقة يصل عمقها ل 2.5 سنتمتر وعرضها ل30 سنتمتر.
فرضيات الصخور المتحركة
عندما لم تتلقى هذه الفرضيات قبولا واسعا من علماء الجيولوجيا، ظهرت فرضية أخرى مفادها أن عندما تبرد الأجواء ويتجمد الماء المحيط بالصخور، فإنها تصبح سهلة الحركة أثناء هبوب العواصف القوية، ولكن هذه الفرضية هي الأخرى لاقت فشلاً بسبب تعدد اتجاهات حركة الصخور، وبالتالي باتت جميع الفرضيات التي قدمت عاجزة.
لكن أخيراً وبعد أبحاث وفرضيات عديدة ومتنوعة، بين تلك التي تراوحت بين الظواهر الخارقة للعادة والطبيعة إلى المعقد منها، استطاع العالمان ريتشارد نوريس وجيمس نوريس من مؤسس “سكريبس لعلوم المحيطات” اكتشاف السبب في هذه الظاهرة النادرة، حيث توصلا إلى أن القوة الدافعة للصخور هي عبارة عن ألواح جليدية تجرفها الرياح، وقد شاهدا حدوث هذه الظاهرة أخيراً بأنفسهما وقاما بتصوير وتوثيق الظاهرة من أجل نشر نتائج الدراسة.
يقول نوريس بأن الحركة تحدث بعدما تتجمد الصخور في قاع تلك البحيرة الجافة، وبعدما تتكون طبقة رقيق من الجليد تتفتت بسبب مرور الرياح الخفيفة عليها ثم تنطلق ألواح كبير من الجليد نحو الصخور وبقوة كافية لتحريكها بسرعة بضعة ياردات في الدقيقة الواحدة. ويوضح أن الصخور التي يصل وزنها ل318 كيلوغراما تستطيع هي الأخرى الحراك بسبب إمكانية تحرك ألواح الجليد الكبيرة نحوها مما يساعدها في تدفق المياه في الطبقات السلبية، فبالتالي فرضية أن قوة الرياح بمفردها هي التي تساهم في تحريك الصخور فرضية خاطئة.
الصخور المتحركة
للمزيد :
شارك هذا الموضوع:
- اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط لمشاركة الموضوع على Reddit (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة)
- اضغط للمشاركة على Pinterest (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة)
- انقر للمشاركة على Skype (فتح في نافذة جديدة)
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.