تخيل معي أن تستيقظ يوماً ولا ترى الشمس، ماذا سيحدث لنا وللحياة ولكوكبنا؟ وهل ستبقى الكائنات الحية على قيد الحياة؟ في الحقيقة، لا تختفي الشموس فجأة لأنها لها دورة حياة تمتد لمليارات السنوات، ولكننا نطرح هذا السؤال بإثارة التفكير بعمق الارتباط ما بين الأرض والشمس.
اختفاء ضوء الشمس خلال 8 دقائق :
في الحقيقة، لن نعرف باختفاء الشمس فجأة إلا بعد 8 دقائق من ذلك لأن الضوء يستغرق هذه المدة للوصول إلينا من الشمس. ولكن الأمر لن يكون نهاية الحياة على الأرض كما نتخيل، ولن نعيش في ظلام دامس حيث إننا سنستطيع رؤية النجوم، كما أن الطاقة التي لدينا على الأرض سوف تظل تعمل معنا لفترة من الوقت وكذلك الكهرباء، وسوف يستغرق الأمر ساعة من الوقت تقريباً حتى ينعكس الضوء من كواكبنا إلى الأرض ويظهر توهج في السماء، وسوف نستطيع رؤية كوكب المشتري.
عملية البناء الضوئي :
ولكن عدم وجود ضوء الشمس سيجعل عملية البناء الضوئي التي تقوم بها النباتات توقف، ولكن الأمر لا يشمل جميع النباتات لأن هناك بعض الأشجار الكبيرة التي تستطيع العيش لعقود دون الحاجة لذلك.
درجات الحرارة تنخفض :
بعد أيام سوف تبدأ درجة الحرارة في الانخفاض وبعد مرور شهرين سوف يتجمد سطح المحيط ولكن لن تتجمد البحار إلا بعد مرور ألف سنة. وفي ذلك الوقت سوف ينهار غلافنا الجوي وسوف تتسرب الإشعاعات وسوف تصبح الأرض قاحلة ومقفرة.
الظلام الدامس :
سيصبح كوكبنا شديد البرودة ومظلماً للغاية، ولأن عملية تعاقب الليل والنهار تعتمد على دوران الأرض حول الشمس فإنها سوف تتأثر هي الأخرى بحيث تصبح هناك مشكلة في ضبط التقويم وساعات النهار والليل، وسوف يلج النهار في الليل في غضون 8 دقائق بعد اختفاء الشمس.
بعد أسبوع سوف تنخفض درجة الحرارة إلى 17.8 درجة مئوية تحت الصفر بمعنى أن البرد القارس سينتشر على الأرض ولكنه لن يكون كافيا لتجميد البشر والحياة أو لن يحدث ذلك بشكل فوري على الأقل. فكما ذكرنا، اختفاء الشمس يعني اختفاء عملية البناء الضوئي وبالتالي اختفاء النباتات التي تعتبر مصدر غذاء الحيوانات العاشبة، وموت هذه الأخيرة يعني موت الحيوانات اللاحمة.
درجة الحرارة تصل الى 73 درجة تحت الصفر !
سوف نحتاج إلى مرور سنة كاملة حتى تهبط درجة الحرارة إلى ما يعادل 73.3 درجة مئوية تحت الصفر وسوف تكون هذه الدرجة كافية للقضاء على مختلف أجناس الكائنات خاصة مع عدم توفر مصدر مستقر للحرارة والطاقة.
التأثير على الكواكب الاخرى :
تأثير اختفاء الشمس لن يؤثر على سطح الأرض فقط خلال الأسبوع الأول بل حتى على الفضاء الخارجي، فدوران الأرض حول الشمس حاليا يتم بسرعة 67 ألف ميل في الساعة، وهذا يعني أن اختفاء الشمس يعني اختفاء جاذبية الجذب، وبالتالي سيجعل كوكب الأرض تعوم في الفضاء وسوف تستغرق 377 مليون ساعة أو 43 ألف سنة لكي تسافر إلى أقرب نجم ألفا سنتوري، وهذا بالطبع في حال لم تصطدم بكوكب آخر أو كويكب أو نيزك أو مذنب.
للمزيد :